مع تزايد انتشار فيروس كورونا، التزمت ودعت الكثير من الحكومات المواطنين لممارسة التباعد الاجتماعي والجلوس في المنزل، للحفاظ على أنفسهم من انتقال العدوى، ثم بدأ الناس يتحدثون عن آثار البقاء في البيوت وزيادة أوزانهم وانتشرت النكات والسخرية على أصحاب الوزن الزائد.
ونشر موقع "بيزنس انسيدر" بعض النصائح لتجنب التأثير السلبي لهذه النكات على المصابين بالسمنة، وحماية الصحة النفسية لهم.
وقال خبراء ومتخصصون إن هذه النكات يمكن أن تكون مضرة نفسيًا للأشخاص الذين يعانون من وصمة عار الوزن، ومشاكل صورة الجسم أو الأكل المضطرب، وتعبر هذه النكات عن مخاوف وقلق الأشخاص الذين ينشرونها.
ويمكن أن يكون لوصمة الوزن الزائد عواقب صحية بدنية ونفسية، ويرسل رسالة ضارة إلى شخص ما مفادها أن جسمه مشكلة يجب إصلاحها، مما يخلق مشاكل في صورة الجسم واهتزاز ثقتهم في ذواتهم.
وقال كيلي كوفي، مدرب صحي معتمد: "إن الناس يصنعون هذه النكات، خوفًا وقلقًا على أنفسهم، ولا يفكرون حقًا في من يمكن أن يتأذى بسبب هذه الصور والتعليقات الساخرة، ويمكن أن يجعل علاقات الناس غير الصحية مع الطعام أسوأ، وإن هذه النكات لها آثار خطيرة على الصحة النفسية والجسدية".
وأوضحت كريستي هاريسون، أخصائية التغذية ومؤلفة كتاب "مكافحة النظام الغذائي" أن استخدام القوالب النمطية ضد الأشخاص ذوي الأجسام ذات الوزن العالي تكون مبنية على أن هؤلاء الأشخاص "غير جذابين وكسولين أو عرضة للسخرية".
وقالت: "عندما يقرأ شخص هذه النكات أو التعليقات الساخرة، حينها سيشعر بالضيق والخزي من شكل جسده، وأن هذا الجسد سبب له في وصمة سيئة بين أفراد المجتمع ويحاول الناس تجنب أن يكونوا مثله".
واستشهدت هاريسون بأبحاث مفادها أن وصمة الوزن نفسها مرتبطة بالعواقب الصحية السلبية، يمكن أن تكون هذه الأفعال كافية لرفع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والأمراض الأخرى المرتبطة بارتفاع خطر الوفاة المبكرة، وخطر الإصابة باضطرابات نفسية.
وقالت رايتيل هارتلي، أخصائي تغذية: "الأشخاص أصحاب الوزن الزائد غير قادرين على التحكم فيها بشكل كبير، والزيادة هذه لا تعبر عن كون الشخص عديم الإرادة أو أنه سيء".
وأوضحت أن وزن الجسم يمكن أن يتغير في كثير من الأحيان لمجموعة متنوعة من الأسباب، وليس فقط في الحجر الصحي.
وبالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بالإرهاق بسبب الضغط عليهم لتخفيف أوزانهم، من الطبيعي أن تشعر بالغضب حول زيادة الوزن، خاصة عند نشرها من قبل الأصدقاء والأحباء.
وأكملت: "إذا كنت تعاني، فمن الأفضل تمامًا إعطاء الأولوية للعناية بنفسك، وقَصر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك على المحتوى الذي تستمتع به وتجده يبعث على الارتياح".
أما كيلي كوفي فأضاف: "كن حذرًا في كيفية تنظيم خلاصة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك، احصل على منشورات ومشاركات وتعليقات وتجنب المحتوى السلبي أو الضار نفسياً".
كما يمكن التحدث للأشخاص الذين ينشرون التعليقات والنكات الساخرة، إذا كانوا أشخاص مقربين، ومحاولة شرح ما يفعله الأمر داخل النفس، وتأثيره السلبي.
ويمكن التحدث إلى الأشخاص بأكثر من صورة إما في المنشورات العامة، وهذا ربما يزيد من خطر القلق والخوف من زيادة الردود الساخرة وتدخل الآخرين، أو التحدث بصورة مخصصة إلى الشخص هاتفياً، أو عبر وسيلة تواصل اجتماعي، وهذه المواجهة مفيدة لعرض المشاعر السلبية التي تحدث للناس بسبب هذه النكات الساخرة، ويمكن الاستعانة بكلام الخبراء والدراسات لإثبات مدى خطورة هذه الآثار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق