I can not breathe
لا استطيع التنفس
عبارة كُتبت في التاريخ،
وصورة ادمعت قلوب الكثيرين في الايام القليلة الماضية، بل واشعلت فتيلة ثورات
وتظاهرات في ولايات كثيرة من الولايات المتحدة الامريكية، هي صورة "مقتل جورج
فلويد".
ولنعرف الحقيقة الكاملة
حتي لا نظلم احداً، دعونا نلقي نظرة عن كثب لكل من "جورج فلويد"
و"ديريك تشوفين".
جورج فلويد
هو مواطن أمريكي الجنسية
من أصول أفريقية، ولد في 14 أكتوبر عام 1973 في ولاية كارولاينا الشمالية، انتقل
فترة المراهقة ليعيش في مدينة هيوستن بولاية تكساس، وتفوق في لعبتان هما كرة السلة
وكرة القدم الأمريكية بل وأكثر من ذلك شارك في بطولة كرة القدم الأمريكية لولاية
تكساس عام 1992 إي في سن التسعة عشر عاماً من عمره.
متزوج وله ابنتان، يعيش
حياة أجتماعية هادئة، باحثاً عن لقمة العيش مثل الكثيرين في ظل هذه الازمة
الأقتصادية العالمية، انتقل عام 2014 إلي ولاية مينيسوتا وعاش في سانت لويس بارك ،
وعمل كحارس أمن في مطعم لمدة خمس سنوات في مدينة مينابولس، حتي تم غلق المطعم
تطبيقاً للقرارات الوقائية من فيروس كورونا "كوفيد19".
اشتهر "جورج
فلويد" بابتسامته وحبه لأصدقائه وجيرانه وزملائه في العمل، فكان شخص ودود
جداً حتي قيل عنه "لم تجد شخص علي الاطلاق يعرفه ولا يحبه".
وأكد صاحب العمل هذا
الكلام وقال انه كان خدوم ومحبوب جدأ بين زملائه وبين العملاء إيضاً.
ديريك تشوفين
يعمل شرطي في قسم شرطة
مينابولس منذ عام 2001 تقريباً،ويبلغ من العمر 44 عاماً، وخلال هذه الفترة تقدم
عليه أكثر من 17 شكوي عن استخدامه العنف المبالغ فيه سجلت في ملفه الوظيفي لدي
الشرطة، ولكن للأسف في كل مرة كانت الشرطة تبرر عنفه علي أنه رد فعل. وكانت
النهاية جريمة بشعة حيث اختنق "جورج فلويد" تحت ركبة "ديريك تشوفين".
بعد الحادث : استنكرت
زوجة الشرطي "كيلي تشوفين" ما فعله، بل وطلبت الطلاق، وقدمت التعازي
لأسرة المتوفي "جورج فلويد" وأعربت عن تعاطفها معهم، حتي تحافظ علي
حياتها وحياة اطفالاها ووالديها وطالبت بالحفاظ علي اسرتها في ظل هذه الظروف.
احداث يوم الاثنين الموافق 25 مايو 2020
اتجه جورج فلويد لشراء
سجائر من متجر للسجائر والصودا في حي باودرهورن في مدينة مينابولس ولاية مينيسوتا،
ولكن البائع رفض العشرين دولار من جورج موضحاً انها مزورة، فعلي الفور قام جورج
باستبدالها بورقة نقدية اخري من فئة العشرين دولار، ولكن البائع رفضها إيضاً موضحاً
انها مزورة.
فرفض جورج فلويد هذه
المرة استبدالها وخرج من المتجر، مما جعل البائع يخرج ورائه ويتصل بالشرطة التي
اتت بدورها علي الفور لتلقي القبض عليه ويلفظ انفاسه الأخيرة تحت ركبة الشرطي
"ديريك تشوفين" كما شاهدنا في الفيديوهات.
وصورت احدي المارة لحظة اعتقال
جورج فلويد بل وحاولت تنبيه الشرطي انه يختنق اكثر من مرة دون جدوي، وبررت الشرطة
ما فعلته قائلة ان جورج قاوم الشرطة جسدياً اثناء اعتقاله وهذا ما اثبتت عكسه
كاميرات المراقبة في هذا الحي، فهو لم يقاوم تماماً ولم يكن يستحق كل هذا العنف
غير المبرر من قبل الشرطي "ديريك تشوفين".
التشريح المبدئي قال ان
سبب الوفاة ليس الاختناق ولكن بعد ذلك اثبت ان سبب وفاة "جورج فلويد" هو
الاختناق من ركبة الشرطي لمدة اكثر من 8 دقائق، وتم فصل الشرطي "ديريك
تشوفين" وتوجيه له تهمة القتل من الدرجة الثالثة وهي تهمة القتل غير العمد.
الغريب في الأمر والذي
يجعلنا نتسأل:
هل هو قتل غير عمد؟ أم
قتل عمد؟
حيث كان الشرطي علي معرفة
سابقة بالمجني عليه، حيث كان يعمل كأمن في نفس المكان الذي يعمل به "جورج
فلويد"، هذا ما اخبرنا به صاحب العمل وأكد علي أن "ديريك تشوفين"
كان عنيف وقد لفت نظره صاحب العمل أكثر من مرة إلي ذلك.
مظاهرات واحتجاجات في ولايات أمريكا
فيديو مقتل "جورج فلويد" أثار غضب
الكثيرين، مما أدي الي تظاهرات في معظم ولايات أمريكا منها من كان سلمياً ومنها من
كان سلب ونهب وتخريب ودهس بالسيارات، ما جعلنا نسترجع ذكريات ثورات الربيع العربي
من عشرة أعوام.
جورج فلويد ليس هو الأول
هناك الكثير من صور العنصرية التي سجلها لنا
التاريخ الأمريكي، والكثير إيضاً من وحشية الشرطة التي ادت إلي القتل.
عام 1965 "ماركيت فراي" سائق افريقي :
اعتدت عليه الشرطة بسبب اتهامة بالقيادة بسرعة اقصي من المسموح بها، وقامت
التظاهرات والاحتجاجات التي ادت إلي وفاة 34 شخصاً.
عام 1967 "جون وليام" سائق افريقي :
اعتدي عليه شرطيان في مدينة نيوآرك، وقامت التظاهرات التي ادت إلي وفاة 26 شخصاً
واصابة 727 واعتقال 1400 شخصاً.
عام 1968 "اغتيال مارتن لوثر كينج الابن"
: واسفرت الاحتجاجات إلي وفاة 43 شخصاً واصابة اكثر من 3000 واعتقل اكثر من 20 الف.
عام 1992 "رودني كينج" سائق افريقي :
اعتدت عليه الشرطة بالضرب حتي فارق الحياة، وتم قمع الأحتجاجات كالعادة بأعتقال
اكثر من 12 الف متظاهر.
عام 2001 "تيموثي توماس" شاب امريكي من
اصول افريقية : اطلقت عليه الشرطة النار في محاولة اعتقاله وهو في سن التسعة عشر
عاماً.
عام 2014 "مايكل براون" شاب امريكي من
أصول افريقية : اطلق عليه شرطي 6 رصاصات في محاولة اعتياله وهو في سن الثامنة عشر
عاماً.
عام 2016 "كيت لامونت سكوت" : اطلقت عليه
الشرطة الرصاص في محاولة اعتقاله حتي تم قتله وهو يبلغ من العمر 43 عاماً.
الكثير والكثير من العنصرية والعنف والعنف الغير
مبرر من قبل قوات الشرطة الأمريكية، في كل مرة كان يقابل هذا العنف بالتظاهرات
والاحتجاجات، ولكن دون جدوي. فهل هذه المرة إيضاً يتم قمع المتظاهرين دوت جدوي او
تغيير ؟
الحقيقة هي العنصرية والعنف الذي بداخل الأنسان الذي مازال وللأسف لم يتغير.
شاركنا برايك ، فرايك يهمنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق